تراودنى فكرة الإلحاد منذ فترة ، لا أن ألحد
قطعا ، لكن فضول وشعور عن خبايا الملحدين وأسبابهم ودوافعهم لذلك، والحقيقة هذا
قبل مقال باسم يوسف الأخير الذى ألقى بالصخر فى الماء الراكد ، وفكرة كنت اعود
اليها منذ فترات فى صغرى ، ثم استغفر ربى مرات ومرات وأقول فى سرى "أنتى
دماغك ساحت ولا إية يا يسرا؟!"، لكن هذه السطور القادمة أوضح فيها بعض
الأفكار عن الإلحاد والملحدين فى 2012،ولماذا اقدم له شكر ، ليس على إلحادهم لكن
على ما كشفوه من اخطاء فى مجتمعنا نحن -ونحن فقط- من يتحمل وزره.
وبعد جولة سريعة فى بعض المقاطع ، ادركت شيئا
اريد ايصاله من هذا المقال ، انه "طبيعى" جدا ان يكون هناك ملحديين فى
العالم كله وليس مصر أو الدول العربية فقط، لكن الأزمة هنا فى هذا المكان فى
العالم أكثر تعقيداُ ، نحن كمسلمين نتحمل وزر إلحاد من فينا أكثر مما يتحمله هم ،
للأسف الشديد السبب الرئيسى والذى وجدته فى ألفاظ وأقوال بعض الملاحدة هو
"فشل الخطاب الدينى" وليس تشدده او تراجعه ، بل فشله.
القصة وصلت لذروتها عندما شاهدت مقطعاً لأحد
الشباب الملاحدة عبر موقع اليوتيوب "من هنا" يتحدث فيه عن الشيوخ والقساوسة أيضاً ، ورجال
الدين الذين أصبحوا كهنوتاً داخل المجتمع المصرى ، وقد توقعت وانا أضغط على هذه
الفيديوهات أن كل حججهم هباءاً منثوراً ، وبـ"فتحة صدر" قررت احط ايدى
فى الشق واستمع لهم ولما يبثه، ويارتنى ما سمعتما قاله الملحد ، للأسف الشديد نحن
كمجتمع إسلامى نتحمل وزر إلحادهم.
لا يوجد فى دولة فى العالم الإسلام
"أشكال وألوان" كما فى مصر ، نحن نملك ما تريد انت للإسلام ، نملك إسلام
الحوينى وحسان ويعقوب ، وهذا عين التشدد ، ونملك اسلاماً ازهرياً يقول أنه وسطى ،
ولم يلبث أن يخرج من جلباب الحاكم بعد مهادنة طويلة ، والأزهر بلا شك يفقد بريقه
وقوته لاسباب كثيرة أدت إلى تراجع دوره ، وتراجع الوسطية الإسلامية بالتبعية ، أما
النوع الثالث فهو إسلام "الدعاة الجدد"..الكوول..مصطفى حسنى وعمرو خالد
وغيرهم ، والسلسلة تدور ، معهم انت فى راحة ، لا تشدد او وسطية ، ممكن تلبسى سبانش
وتكلمى ولاد بس ب"حدود" ، وتبقى مسلمة عادى ،لكل مدرسة منهم قواعدها
المختلفة ، تشعر احيانا ان كل منهم دين غير الأخر.
أذن..إذا فرضنا أنه جاء إلى بلادنا مواطن
أجنبى يريد الدخول فى الإسلام ، ويريد معرفة الكثير عن الدين الإسلامى ، ماذا نعطى
له، كتب حسان ام كتب على جمعة ام سيديهات عمرو خالد؟ ..تماما كثير من الشباب أيضاً
لا يملك الإجابة ، وينفرط عقله بين الثلاثة قبائل ، ويقرر أن الإلحاد هو الحل.
السبب الأخر لإلحاد هؤلاء ، وربما هو الكارثة
الأكبر، ان الدعاة "الجدد والقدامى" ليسوا دارسى علوم شرعية ، محمد حسان
خريج إعلام ، عمرو خالد تجارة ادارة اعمال ،خالد عبد الله هندسة مدنى والقائمة
تطول..وبعد حبة "كورسات" استطاع هؤلاء أن "يسترزقوا على
قفانا" أو قل على جهلنا ..وللأسف الحديث العاطفى أكثر من العلم فى حديثهم ،
ليس على مجمله لكن أغلبه ، وانا اعترف انى اشاهدهم وأبكى معهم وأؤمن على دعائهم ،
لكن لماذا هى وظيفتهم ، لماذا يتاجرون بجهلى ؟ ، هلأ اعترفوا بانها
"سبوبة"؟!
سؤال أخر ورد إلى ذهنى متعلق بالسابق ،هل
الأمة والتابعيين بعد الرسول والصحابة كان عندهم برنامج رمضانى بملايين وبإعلانات
والشئ الفلانى ، هل كان فى "التراس" لأبى كثير وأبى مسلم زى مافى التراس
لحسان وعمرو خالد ، ما هو المنتج الذى يقدمه هؤلاء للبشرية ، يقرأون الكتب ثم
يلفظوا ما فيها للجماهير الغفيرة الشبقة لكلمة علم؟ ماذا زادت الأمة الإسلامية بعد
اكثر من عشرات السنوات من ظهورهم ؟ هل تقدمنا ؟ هل زاد ايماننا ؟ أم تحول جل
إسلامنا إلى كول تون برنامج مصطفى حسنى الجديد؟! وهل هذا نموذج يحتذى به
للشباب..يقولون له اعمل وتحمل ووو.ولكن يفعلون عكس ذلك.
الأمر الأخر وليس الاخير - وربما هو ما دفع
الشباب فى مقطع اليوتيوب - هو تحول هؤلاء الشخصيات مع الوقت إلى كهنوت دينى ، ولك
سؤال أيهما اكثر سهل اتقاده الان الرئيس أم محمد حسان ؟! ، الاحترام للجميع ، لكن
اذا رفضت ما يطرحه حسان فى قضية ما ، لماذا يكون هو الصح وانا الغلط مع اننا
خريجيين إعلام زى بعض؟! لماذا حولتهم الفضائيات إلى آلهة عجوة جديدة ؟ وصارت
الجماهير تذحف على أرقامهم لتهتدى بالأجوبة عن السوالك وفوائد البنوك وكأنهم
يملكون وحدهم صولجان الحقيقة.
هذه بعض من الأسئلة داخلى والتى رأيتها فى
كلام الشباب الملحد ، الملحدون مخطئون بلا شك ، لكن بعدهم عن الدين بسبب الربكة فى
خطاب الأمة فى الإسلام ، ناهيك عن تنميطهم وإلقاء التهم عليهم بدأ من الجنون
انتهاءاً بالشذوذ ، واتسائل متى نرى خطابا دينيا يساعد هؤلاء ، ولا يكون مبنى على
العاطفى بل العقل حتى تضح حجة الإسلام ، متى نفهم انهم ليسوا كائنات مرضية لكنهم
"يعملون عقلهم" فقط.
اعرف أن أفكارى فقدت الترتيب بعض الشئ ، فقد
شعرت بالخوف وانا اكتب هذا المقال ن لإنى مثلى مثل كثير من الشباب كانت ترى فى
هؤلاء مخلصاً وقدوة ، وانا اشكر هذا الملحد ، واتمنى له الهداية من قلبى لإنه
"كشف ورقة التوت الاخيرة " ،اللهم اهدنا للحق.
هناك تعليق واحد:
المشكلة الكبرى كما أراها حتى في مشايخ الازهر هو عد اهتمامهم بعلم اصول الدين (الفلسفة و المنطق)ومحاولة تطويره ليواكب العصر و المنجزات العلمية و محاولة الوصول لاجابات عن الاسئلة التي تطرأ بتقدم العالم.
معظم ان لم يكن كل المشايخ يعتبرون الفلسفة و المنطق والأسئلة كفر مع انها اساس العقيدة و بها تستطيع ان تواجه و تناقش و تصل لاجابات ان امكن.
إرسال تعليق