الخميس، يونيو 14، 2012

أصوات الأقباط فى الرئاسة..إلى أين؟





ألقت الإنتخابات الرئاسية بظلالها مرة أخرى على الأقباط فى مصر، وربما بحسابات الربح والخسارة، لاتعد كتلة الأصوات القبطية كتلة تصويتية كبيرة ، لكنها بلا شك كتلة مؤثرة ومرجحة إذا ما اجتمعت لصالح مرشح بعينه ، بالإضافة إلى أنها تمثل مؤشراً قوياً لإستمالات الأقباط فى مصر، خاصة وسط خطاب سياسى إسلامى غير واضح فى مجله تجاه الأقباط، وتباين من وسطى إلى متشدد ، وتعامل وكأنما يملك الإسلاميون حق المنح والمنع.


ووسط شبه تأكيدات من أن الكنيسة قد وجهت الأقباط الى ترشيح أحمد شفيق تخوفاً من سيطرة التيار الإسلامى ، ورغبةً فى عودة النظام السابق بإستقراره ، إلا إن حسم تصويت الأقباط  ليس بهذه السهولة ، إذ أن أصوات الأقباط تؤكد أن الناخب القبطى يريد الإستقرار من ناحية، ومن ناحية أخرى وجود تيار قبطى لا يريد أن يعود مرة أخرى أدراج النظام السابق ، فهل هذا يعنى أنه لا يميل إلى كفة الثورة عندما تكون فى أيدى الإسلاميين ؟ وأنهم يتعملوا مع الفريق شفيق أنه مرشح مدنى ضد ما يُسمى بالدولة الدينية؟ أم أن الناخب القبطى دوماً مع الثورة ضد النظام السابق حتى وإن كانت خيوط الثورة فى أيدى إسلامية؟

الأقباط يحتاجوا ضمانات من الحرية والعدالة

فى هذا السياق، والمحك الخطير الذى يقع فيه الأقباط، صرح الدكتور هانى عزيز أمين جمعية محبى مصر السلام أن الكنيسة لا تحشد أو توجه بشكل مباشر الأقباط بشكل مباشر تجاه مرشح بعينه، لكن تدعم المعتدل المساند للدولة المدنية من البداية الى النهاية، وتساند المرشح الذى يواكب العصر ، وان التصويت يعتبر بين الدولة الدينية والمدنية ، لا بين الثورة و النظام القديم.

وأضاف عزيز فى تصريح خاص لـ"مستعجل نيوز" أن الناخب القبطى ليس لديه مانع من التصويت إلى المرشح محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة ، ولكن ذلك فى حالة تقديم تعهدات بالحفاظ على إستحققات الدولة المدنية ، وأن تكون تلك التعهدات واضحة وصريحة للأقباط، من خلال المصداقية فى القول ، وأن تكون ملزمة لرئيس الجمهورية ،مثل ما يتعلق بالمادة الثانية ، وإضافة الجزء الخاص بحق الأقباط للرجوع الى شريعتهم ، وحق الأقباط فى بناء الكنائس ، وحريتهم فى قوانيين الأحوال الشخصية ".

وقال عزيز فى السياق ذاته أن الخطاب الإسلامى بعد الثورة كان مخيفاً للأقباط ، سواء جاء الخطاب من أشخاص مسئولة أم لا، ويتعامل مع حقوق الأقباط وكأنه يملك حق المنح والمنع ، وربما يكون السبب الأرجح فى بعد كتلة الأقباط للتصويت لأى مرشح إسلامى فى إنتخابات الرئاسة.

الثوار اللأقباط يميلوا للمقاطعة

وقال الناشط اليسارى أيمن إسكندر أنه ضد هذا السؤال بهذه الطريقة ، لإن هناك شباب أقباط أيدوا حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح و المرش عمرو موسى ، وأن أزمة الإختيارين بين المرشحيين محمد مرسى أحمد شفيق هى أزمة كل المصريين وليس الأقباط فقط، مؤكدا أن ما اقترفه حزب الحرية والعدالة فى التحالف الديمقراطى الذى كان يضم بعض الأقباط يدفع لعدم التصويت مرة أخرى لحزب الحرية و العدالة ، لإنه "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين"، وأننا دفعنا ثمناً فادحاً ،حتى حمدين صباحى نفسه تضرر من ذلك التحالف.

وأضاف اسكندر فى حواره ببرنامج صباح دريم اليوم ، أن الأقباط ليسوا مجبريين بين هؤلاء الخيارين ، وإنه يُمكن تعميق خط .الثورة ، بالمطالبة بضمانات واضحة وملزمة من تيار الثورة المتمثل فى الحرية والعدالة. وفى الوقت ذاته قال إسكندر أن الذى شارك فى قتل الثوار، وشارك بسياساته فى قيام الثورة ، فى إشاره إلى "الجنرال" شفيق كما وصفه ، لا يُمكن أن يكون البديل أمام أصوات الأقباط الذين شاركوا فى الثورة.

وعن رأى بعض شباب الأقباط قال ميلاد منير أنه يحتاج من الرئيس القادم ما يحتاجه أى مواطن مصرى مثل عدم المساس بقوانيين الأحوال الشخصية ، وتطوير التعليم ، والحفاظ على العلاقات الخارجية ، وان يطبق القانون بمساواة ،بالإضافة إلى قوانين المرأة.
وقال ميلاد أنه لا يرى مشروعا إسلامياً ، لان مشروع نهضة مصر ، والن هذا مصطلح دعائى مفرغ من مضمونه ، وأن ما تحتاجه أى بلد هو العدل والتنمية وغيره ، هو ذاته ما تحتاجه أى دولة ، لإن الإسلام فى فكره مدنى بالأساس ، ولا يتعارض معه ، وأنه لا داعى لإقحام الدين فى الممارسات السياسية.
 
* من اعمالى فى موقع مستعجل نيوز27-5-2012

ليست هناك تعليقات: