الأربعاء، أبريل 25، 2012

البرلمان المصرى و تفصيل القوانين

ان ما يحدث فى البرلمان المصرى المنتخب بعد الثورة امور يندهش لها العاقل..فاولائك الذين تضررورا من مقصلة القوانين البارحة يستخدمون نفس الاساليب للتخلص من منافسيهم...فالاقتراح الذى قدمه النائب عصام سلطان نائب حزب الوسط، بمشروع قانون للتخلص من رموز النظام السابق..فى رأيى قانون مفصل خصيصا لعمر سليمان واحمد شفيق مع حفظ الالقاب لكليهما، اذ ان هذا المشروع لم يظهرا للنور الا بعد ان تقرر للنائب عمر سليمان الدخول الى الانتخابات الرئاسية، الامر الغريب ان سلطان نفسه كان ضد عزل رموز الوطنى فى الانتخابات البرلمانية من اجل ان "يحكم الشارع" عليهم اذ انه كان "يثق" فى اختيارات الشعب المصرى، لكن يبدو للنائب الذى لم يحصل حزبه الا على عدد محدود من المقاعد، واستحواذ منافسيه من الاخوان المسلمين والسلفين على الاغلبية البرلمانية، جعل النائب "يبدل" من ارائه..وان يتراجع عن حكم الشارع..وان يقصر على المصريين عدد محدود من الخيارات ..

للاسف الشديد اننى كنت اريد ان انتمى الى هذا الحزب وهذا الفكر المسمى بالوسط، لكن هذا الاقصاء الذى لم يرد حتى اوان عهد مبارك والتحكم فى خيارات الناس بات من العار ان نشهده بعد الثورة التى جاءت بالاساس للمطالبة بالحرية ،وهذا القانون المسمى بالعزل السياسى لا يعدو سوى قانون للتخلص من المنافسين السياسيين والخصوم التى تخيف الاغلبية البرلمانية، والا فلما يخشوهم؟! هل يدركون شعبية شفيق وسليمان ام انهم يعرفون ان مهما كان بديلهم فهو لا يرقى لشعبيتهم؟ ام ان هناك ملفات فى الخفاء لا احد يعلمها الا الله؟

كنت اتمنى من البرلمان المصرى الا يتحول الى "ترزى" قوانيين والا يطبق القوانيين بأثر رجعى وان يحتكم مرة اخرى الى الشارع الذى اتى به، ولا ان يكون البرلمان وصيا على رأى الشعب ،وذلك القانون حتى بعد ان يمرر ، وان لم يفز اى من سليمان و شفيق..فان القانون يسحب شعبية كبيرة من تحت البرلمان..ويضع علامات الاستفهام على "التضخم فى الذات البرلمانية" لان ليس معنى انتخابهم انهم  "يستأثرون" بالشارع ورأيه، لان الخيارات فى السياسية دائما مختلفة ومتباينة ، فها هو استطلاع رأى للمصريين بالمصرى اليوم يقول ان 54% من الناخبين لم يحددوا قرارهم بعد..وهذا معناه ان الشارع المصرى لا يستحوذ عليه نكهة اسلامية خالصة كما يتصور البعض، لان الدوام لله وحده.

ارجو من الله عز وجل ان يهدى العقلاء فى هذه البلد لان النار التى تضرموها سوف تحرق بكم

ليست هناك تعليقات: