فيلم جميل، هادئ، أحيانا لدرجة الملل، لكنه ببساطة يشبه حياة الكثيرين، أسبوع في حياة بارتسون كفيلة لأن تكشف لنا مأساة كثير منا، وهي "الوهبة الجبانة" التي ترفض أن تخرج للنور حتى لزوجته، الشعر الذي يستمتع به ويكتبه لا يجد له متنفسا للعلن، فهو ما إلا سائق أتوبيس، يستلهم من ركابه أفكارا حول أشعاره التي يكتبها في وقت الغذاء أو عند عودته للمنزل، الكلب مارفن، الذي لا يحبه بطلنا كثير رأيته يجسد "الواقع المؤلم"، سواء بعد أكل فطيرة زوجته التي لا تعجبه ويظهر لها عكس ذلك، أو في ذروة المشهد المؤلم الذي قضى على أشعاره, الحوار باترسون وبين الزائر الياباني خير خاتمة للفيلم والذي يبدو أنه بلا أحداث، لكنه يحمل شخصية بطل يرزخ تحت الحياة اليومية بموهبة لا تظهر للنور. هذا فيلم أميركي وليس هوليودي، والفارق كبير بينهما، أميركي لأنه يجسد أزمة كبرى لدى موهوبين لا تجد موهبتهم مكانا تحت الأضواء، وإنما في دفاتر أشعار سرية.
الخميس، أكتوبر 17، 2019
السبت، يناير 05، 2019
رأيي في فيلم تراب الماس
رأي به حرق للأحداث
من كام يوم شفت فيلم "تراب الماس" لأول مرة. فيلم لطيف لكنه مليان ثغرات وترتيبات غير منطقية للي ذراع السيناريو. مش منطقي إن كل الناس دي تسكن في شارع واحد. أو إن شخص مجهول يدخل لشخصية كبيرة ويدس تراب الماس في المشروب، ونفس الأمر لإياد نصار (شريف مراد). في رأيي أحمد مراد روائي جيد لكن سيناريت مبتدئ، لكن واضح إن النرجسية بداخله رفضت إنه يلجأ إلى سيناريست شاطر، يقدر يغزل الشخصيات بشكل أفضل وإنه يتخلى عن شخصيات ملهاش أي دور يذكر في الحبكة الرئيسية، و"إقحام" السياسة في الفيلم رغم إنه لا يحتمل السياسة، من أجل البحث عن "بطولة" ما، لرواية كُتبت في 2010 في ظروف سياسية مختلفة عن 2018. مش عيب نعمل فيلم حلو بلا سياسة، زي ما هو مش عيب نروح برواية لسيناريست شاطر يخرجها في أفضل صورة.
ورغم ذلك، إعجابي بيزيد يوم بعد يوم بمروان حامد، لكادراته، لمشروعه اللي بينضج من تجربة لتجربة، لهشام نزيه وموسيقاه الحلوة. عجبني أداء إياد نصار رغم إن الشخصية زائدة (بعكس شخصية ماجد الكدواني)، عجبني إلقاء الضوء على دور منية شلبي كـ"ملقن" للمذيع. عجبتني جراءة فارس كرم، ومعرفش هل الدور اتعرض على ممثلين مصرين ورفضوا ولا كان كرم اختيار لمروان من البداية؟، وإعجاب بيزيد بأحمد كمال والكدواني من فيلم لفيلم.
تراب الماس بشكل عام محاولة جيدة إخراجيا وانتاجيا وتسويقيا (وقتها كانت مطحنة الديزل والبدلة)، واستمتعت بمشاهدته رغم كل شيء، واستمتعت أكثر بقراءة الرواية قبل الفيلم.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

