الأحد، أكتوبر 16، 2016

كان في مرة "دوت مصر"

فقط للذكرى، من سبتمبر 2015 وحتى أغسطس 2016، كانت لنا تجربة ثرية بموقع دوت مصر، تعلمت منها الكثير، كتابة الخبر، الاهتمام بالصورة، امسكت بكاميرا فيديو لأول مرة، وتعلمت مبادئ المونتاج، تعرفت على أفضل فتيات وشباب في المهنة، زملاءًا ورؤوساء، شهد الموقع صعودا وهبوطا إداريا، تعلمت من فشله قبل نجاحه، رأيت من يخجل النظر في عين صديقه بعد قرار الفصل، ورأيت من يبيعون العشرة فقطمن أجل كرسي لا يدوم، جلسنا على الأرض في اعتصام أخير، التجربة كانت ثرية، وإن كان في العمر رجعة لن أندم على تكرارها، تعلمت من شهره الأخير ما لم اتعلمه في كلية الإعلام، عن نيل الحقوق، اليد الواحدة، ويبقى لي أرشيف صغير أعود إليه كلما نازعني الحنان.

الأرشيف اضغط هنا


الثلاثاء، أكتوبر 04، 2016

عبث النبش في الذاكرة

مناقشة قصيرة دارت بيننا، بدأتها بتذكرته لحرب أكتوبر، كان هو واحد من هؤلاء الجنود اللذين أتوا بالنصر دون احتفاء، كان من ضمن الأسرى في إسرائيل، عاد بأعجوبة، تلك معلومة كانت تدور في فلك معارفه، وصلت لي، المناقشة القصيرة أصابت قلبي فورا، بعد أن أدركت أن هناك خللا ما في عقله، عقب ارتجاج في المخ أصابه، يدخل في موضوع ويخرج إلى آخر، هكذا دون ترتيب، الأمر تكرر مرات، أدركت حينها أن القصة ستظل "أسطورة"، والبحث عن حقائق وذكريات في عقل تضغط عليه الشيخوخة والزمن نوع من العبث.


عبث النبش في الذاكرة

مناقشة قصيرة دارت بيننا، بدأتها بتذكرته لحرب أكتوبر، كان هو واحد من هؤلاء الجنود اللذين أتوا بالنصر دون احتفاء، كان من ضمن الأسرى في إسرائيل، عاد بأعجوبة، تلك معلومة كانت تدور في فلك معارفه، وصلت لي، المناقشة القصيرة أصابت قلبي فورا، بعد أن أدركت أن هناك خللا ما في عقله، عقب ارتجاج في المخ أصابه، يدخل في موضوع ويخرج إلى آخر، هكذا دون ترتيب، الأمر تكرر مرات، أدركت حينها أن القصة ستظل "أسطورة"، والبحث عن حقائق وذكريات في عقل تضغط عليه الشيخوخة والزمن نوع من العبث.


"الحرب العلمية الثالثة" .. فلتحيا السخرية للسخرية


دقائق قليلة قبيل عرض فيلم "الحرب العالمية الثالثة" كنت فيها استطلع فئات الجمهور الواردة إلى الصالة في يوم غير مزدحم، انتهى العيد وانقضت بعده بضعة أيام ولا يزال يرتاد شباب وأسر وأطفال وكبار على الفيلم الذي تربع على عرش إيرادت أفلام عيد الفطر لهذا العام، لم يتصدر أفيشه نجم كبير أو مخرج يكتب إسمه على الأفيش بحجم أكبر من العاملين به، إنما تصدر العمل كلمة واحدة ضمنها الجمهور قبل قطع التذكرة "الضحك للضحك".
الفيلم الذي كتب قبل عرضه "ليس مسرورق من night at museum  لكنه "شبه أوي أوي"، ليكون أول إفيه يلاحق الجمهور، يضيف مرة أخرى نقطة في أفلام الكوميديا، فيلم فانتازيا لا تمر مشاهد به على العقل، لكنها تدمي القلب ضحكًا، عن "خميس" الشاب العاطل صاحب المأزق المادي هو ووالده لتضرب كرة قدمه في زجاج المتحف، ليبدأ رحلة فانتازيا وكوميديا، تدور معها أحداث الفيلم.
ينهمر سرد العمل دون الوقوف كثيرًا على المنطق، لكن الإفهات الطازجة غير المملة أو القديمة، بجانب خفة دم الأبطال الثلاثة "شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد" في رسم البسمة، شخصيات من التاريخ المصري تحولت إلى شمع في متحف الفيلم، وجسدها شخصيات بإفهات غير مألوفة، وتقتبس من الواقع الحالي ما لا يلائم الصورة الذهنية عن تلك الشخصيات بداخل ذواتنا.

بداخل قاعة السينما مر الوقت سريعًا أمام مشاهدة العمل، لم أشعر بالملل ولم أتوقف عن الضحك، رأيت أيضًا عكس ما يُشاع – في الفيلم رسالة لشاب تغير، لهدف وإن كان في قالب كوميدي، رأيت جمهور مبتهج من العمل، انتظر حتى يضحك على لقطات الكواليس في تتر نهاية العمل، لم يتركوا سقفة للعمل لإنهم يعرفون من البداية إن الفيلم ليس عبقري لكنه ممتع، الفيلم ربما رسالة لكل مخرج، "إن كنت لا تستطيع القيام بعمل عبقري، فعلى الأقل اترك انطباع جيد لدي الجمهور".

لا تفهم شيئا

سيدة فظة، ترتدي الأسود، تكحل عينيها لتبرزهما، وكأنها وحش احتجز مكانه بين الرجال، صوت جهوري وضح قبل اللقاء، بكل لُطف سألتها عن "أحوال الأسعار"، لتبرم شفتيها، وتلذعيني بأوصاف لم اتوقعها عن الصحفيين اللذين يلتقطوا السلبيات، الخونة، اللين يدمروا البلد، لم تستمع لي بعدها، ونهرتني وقالت لي حرفا "متجيش هنا تاني وإلا هبلغ عنك"، أدرك تماما إنها لا تفهم شيئا، لا تفهم مهنتنا، شقائنا لسنوات، قراءة الجرائد وتصفح المواقع لساعات، فقط للخروج بأفكار، تحمسنا لنقل صوت الشارع، بأدواتنا البسيطة، لا تفهم أننا نقبض الملاليم، لا نملك كارنيه نقابة، لا توجد نقابة أساسا، لا تفهم إننا لن نحدث فرقا بسهولة، ربما لن نحدث فرقا من الأساس، فقط نقوم بمهنتنا، نحن، بضغطة زر، يصبح أرشيفنا في فضاء اللاشئ، لا نملك قوة ناعمة، أو أي قوة، لا نملك شيئا، تركتها ودم اللحوم الحمراء التي تبيعها تقطر من يدها، والمارة من حولنا ينظرون في زهول، وقلبي يكاد ينخلع من قلة الحيلة، ولا أعرف لماذا بكيت حد الاحتراق في مساء هذا اليوم.