جمهور يردد نغماتها من قبل أن تشرع فى الغناء ، لحن
مكتمل بينها وبين جمهورها ، وإمرأة زادت المكتبة العربية بألحان و صوت نادراً ما
يتكرر، ليترك لكل ما بعدها تحدى أن تجتاز إحداهن عقبة المطربة الأولى ، التى تتربع
عليه حتى الآن.
ربما لم تتوقع "أنغام" فى ليلتها على مسرح
الأوبرا المصرية أن يفاجئها جمهورها بكل هذه الحفاوة و الحب والعشق الذى لا ينتهى
، لأمرأة نجحت بقوة ان تحجز مكاناً لها وسط الرجال من أبناء جيلها ، ولازالت تحفر
فى كل من سمعها مكاناً مميزاً ، لا يقل تميزاً عن إسمها الرنان.
شاببة منطلقة تندن بألحانها على خشبة المسرح ، وكأنها
تدندن لأول مرة، تتحدى كل عوامل التعرية الفنية التى تحيط بنا من
"المهرجنات" إلى "الخبط والرزع" ، ترجع القيمة مرة أخرى لأذنك
الموسيقية ، تنتقل بخفة بين كل نوتة و أخرى وكأنها ترفرف لا تغنى.
ربما لا يدرك الكثير أن أنغام تخطت عامها الأربعين،
حسناً..هى لا تحب أن تذكر عمرها مثل كثير من السيدات فى ذلك العمر، لكنها على عكس
كثير منهمن ، تقف على المسرح الذى شهد طفوتها ونضوجها الفنى لتعلن التحدى للكبر
والعجز روحها لازالت شابة.
تدرك تماما من لحظات الغناء الأولى فى مهرجان الموسيقى
العربية هذا العام أنها "تحارب"..أو ربما حشرجة صغيرة فى صوتها لا تعلم
مصدره الكبر ، أم هو الحزن الذى عرف الطريق لكل المصريين بلا استثناء ولأسباب عدة.
تعبيرات وجهها أكثر نطقاً عمَّا فى داخلها ، استطاعت
"أنغام" أن تكون لكل من سمعها تلك الليلة "بذرة أمل" ، عبر
عنها الحمهور بقاعة ممتلئة لقرابة الساعة ونصف الساعة فى عشق متواصل ، مع مطربة
احترمت جمهورها فاحترمها و عشقت فنها ، فعشقها الفن.
المقال منشور هنا





