السبت، مارس 03، 2012

قصيدة الخليفة يزيد بن معاوية بن ابي سفيان

خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني== رأيتُ بعيني في أناملها دمي

أغار عليها من أبيها وأمها== ومن خطوة المسواك إن دار فيالفم ِ

أغار على أعطافها من ثيابها== إذا ألبستها فوق جسم منعم ِ

وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها== إذا أوضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ

خذوا بدمي منها فإني قتيلها== فلا مقصدي ألا تقوت وتنعمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها== بلى , خبروها بعد موتي بمأتمي

وقولوا لها يا منية النفس== إنني قتيل الهوى والعشق لو كنت ِتعلمي

ولا تحسبوا أني قتلت بصارم== ولكن رمتني من رباها بأسهم ِ

لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف ==ونغـمـه داود وعـفـه مـريـم ِ

ولي حزن يعقوب ووحشـه يونـس== وآلام أيـــوب وحـســرة آدم ِ

ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة== لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم ِ

ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء ==بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم ِ

بكيت على من زين الحسن وجههـا== وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي

مدنيـة الألحـاظ مكيـة الحشـى== هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم ِ

وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا== بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم ِ

أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا ==إشـارة محـزون ٍِ ولــم تتكـلـم ِ

فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا== وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم ِ

فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا== لعانقتهـا بين الحطيم وزمزم

وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة== ً براقـة ًبالكـف ِوالـخـدِ والـفـم ِ

ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا== وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم ِ

ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا== مخضبـه تحكـي عصـارة عنـدم ِ

فقلت خضبت الكف بعـدي ,هكـذا== يكـون جـزاء المستهـام ِ المتيـم ِ

فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى== مقاله من فـي القـول لـم يتبـرم ِ

وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ== فلا تكُ بالبهتان ِ والـزور متهمـي

ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً== وقد كنت كفي وزنـدي ومعصمـي

بكيت دما يـوم النـوى , فمسحتـهُ== بكفي , وهذا الأثرُ من ذلكَ الدم

ليست هناك تعليقات: