الثلاثاء، فبراير 14، 2012

من يقف وراء الحملة على وزير الداخلية؟!

لا اعتقد انه من السيئ ابدا ان نشكر مسئولا فى الحكومة ان كان يستحق ذلك، وهذا لا يعنى تسليم "الراية" له ، والحقيقة ان وزير الداخلية الجديد محمد ابراهيم منذ ان تولى امر وزارة الداخلية ، والامور باتت تعود الى طبيعتها شيئا فشيئا، نعم لم يصبح الوضع الامنى مرضى عنه بشكل كامل من قبل الشعب او من قبل المستثمريين مثلاً، الا انه من الانصاف ان نقول ان لوزير الداخلية الجديد بعض الاجراءات التى تستحق الشكر فى القبض على مسلحيين وعلى خط الصعيد مثلا فى سابقة امنية تحسب له.
لكن يبدو هذا لم يعجب بعض ممن يستفيدون من الوضع منقلبا ومربكا، سواء من داخل الجهاز الامنى او من خارجه، فثمة علامات استفهام عديدة تدور حول حادثة بورسعيد، والتى كانت واحدة من اجاباتها تلك الت تتعلق بمؤامرة على الوزير الجديد، ومن ثم الاطاحة به، وربما الاطاحة بحكومته، فحادثة بورسعيد يجب ايضا ان يتم التعامل معها سياسيا كما يتم على الصعيد الامنى..فهل من الحكمة ان نحمل وزير الداخلية وحده المسئولية؟!

لم اصدق عبارات المؤامرة فى البداية على تلك الوزير، بيد انى لم افهم لماذا..لكن هذا يبدو وانه حقيقى فى ظل ابراز للجرائم اعلاميا بشكل كبير، فجريمة لقتل ناشطة سياسية تعمل لدى الامم المتحدة، الامر الذى لم تبت فيه التحقيقات الى الان، يتحول اعلاميا فى ليلة وضحاها الى "وضع امنى لا يمكن السكوت عليه"....ويجب علينا ان "نشرشح للداخلية على الهوا"..وكأن ايضا الداخلية هى المسئولة وحدها عن مقتل ناشطة فى السابعة صباحا..الامر بلا شك لا يعنى ازاحة المسئولية من على كتف الداخلية، لكن التصعييد الاعلامى ينبئ بدخان حريق لا تتحمله مصر..
فأن تأتى مذيعة مثل لميس الحديدى والتى لها ما لها من مواقف معروفة ومعلومة للفاهميين، والتى كانت ترتبط بنظام رجال الاعمال، ان تأتى وتلبث ثوب الثورة لكى تشن حملة على وزير الداخلية فى حلقة الامس من برنامجها على قناة السى بى سى، امر به كثيرا من القلق، لصالح من تعمل تلك الحملة الشنيعة التى من شأنها زعزعة استقرار الامن الذى مازال متأرجحا ويحتاج دعما بدلا من هجوم؟! وكما اشارت الاعلامية ان الوضع "لا يمكن السكوت عليه"..فهل من الابدى السكوت على الوضع الاعلامى ايضا الذى يتولى مهمة حرق الجزء المتبقى من البلد؟ّ
وفى ظل انتشار غير عادى لقوات الجيش المصرى فى المدن والت تحمل شعار "الجيش والشعب ايد واحدة" فى رسالة واضحة انها لم تنزل لحماية المنشات فحسب، لكنها يبدو نزلت لتوصيل رسالة سياسية بحتة للشارع..فلماذا الان يعيدون تلك الجملة ؟!
اكرر ..لست من المؤمنيين بنظريات التأمر السياسى، لكن اذا كان يعتقد طرفا سياسيا على الساحة ان تشويه وضع وزارة الداخلية، وعدم استقرار الوضع الامنى يجعل الشعب المصرى يرتمى فى احضان المؤسسة العسكرية للحصول على الامن، ومن ثم "الشرعية السياسية" للدخول فى ثوب العسكر مرة اخرى..فهو واهم..واهم لان السحر ينقلب غالبا على الساحر..والاعلام الذى "يحضر العفريت" غالبا لا يستطيع صرفه..
كتبت بتاريخ 14-2-2012

ليست هناك تعليقات: