م اكن اريد ان اكتب عن مظهر شاهين لاسباب كثيرة لانى اعرف ان الحديث عن اى "رمز" من الميدان، يجب ان يُؤخذ بالحذر والحيطة، لكن ما حدث اليوم فى الميدان فى خطبة الجمعة هو مدعاة للتعجب والدهشة ..وربما رائحة التأمر!
الشيخ مظهر شاهين انسلخ من عباءته الأزهرية وبدأ فى تسيس خطبته حسب هواه او بالأخص هوى الحشود التى امامه ، وبدأ فى "رضا الجمهور" سواء الذى امامه بالميدان او ذاك الذى يسمعه من ميكرفون السى بى سى، ونسى الشيخ ان يأخذ من خطبة الجمعة عبرة لكل المصريين وان يوحدهم على كلمة حق وان يتذكروا ان البلد تمر بأصعب واحرج لحظاتها على جميع المستويات خاصة الاقتصادية، لا..الشيخ طالب بما هو اعجب ..بمحاكمات سياسية عاجلة لرموز النظام الفاسد.
لا يوجد محض شك اننا ضد الفساد ، لكن ان يقرر خطيب جمعة المحاكمات السياسية للرموز الفاسدة فهذا هو الجحيم بعينه، مهما كان بطء الاجراءات القانونية والعقبات التى تواجه محاميين الشهداء ، فهذا لا يعنى اننا مع المحاكمات السياسية واعدام رموز النظام "البائد" دون محاكمات عادلة، وحتى ان قبلنا بهذا الرأى من "سياسى"..كيف نقبله من خطيب جمعة ؟! ان هذا يدفع خطباء اخرين للرد والسجال وان نأخذ من منابرنا "ساحة سجال سياسية" تُقحم السياسة فى الدين لتفسد الاخير ويطوعها شاهين من اجل احراز بطولات سياسية على حساب طهارة المنابر.
ليس هذا فحسب، فقد طلب"الشيخ" مظهر شاهين بتطهير الاعلام من الفاسدين، لم املك نفسى من الضحك حين سمعت ذلك، هل يعلم الشيخ ان تبؤه مكانة الأعلامى احد ابرز نتائج عدم تطهيره؟ هل يعلم الشيخ ان منصب المذيع فى قناة محمد الأمين ايضا شكلا من اشكال الفساد؟ نحن امام حالة فريدة من الأزدواجية التى وصلت اليها الشخصية المصرية، يا سيادة الشيخ تحدث بما تفعل ..
ولم يكتفى الشيخ على المنصة بذلك، انما رمى اذنيه الى احد الاشخاص بجانبه "ليملى" عليه من "الأوامر" .."قولهم البرلمان يشكل محمكة ثورية".فطفق الخطيب الجليل على مرئ ومسمع من الناس ليكرر ما اؤتمر به.."على البرلمان ان يشكل محكمة ثورية لمحاكمة رموز الفساد"..اهذا فقط ما تؤمر به؟ ام اننا سنعيد النظر فى كل ما تقوله ايها الازهرى الجليل؟! هلى يعلم الشيخ ان امور السياسة تقتضى منه الأ يتدخل حتو وان كانت تحت عباءة الدين فى شئونها؟ هلى يعلم ان هذا ليس من اختصاصات اى برلمان فى العالم تشكيل "محكمة"؟!
ولم يلبث الشيخ ان يضع السم فى العسل ، فوسط هذه الحسابات السياسية ، يدعو للشهداء تارة والى الشيخ عماد عفت تارة اخرى حتى تؤكل الطبخة، الأمر الذى يدفعنى الى تصديق مبدأ التامر السياسى على شاكلة شاهين ، امتصاصه فى قناة فضائية ، وتنصله من الكارثة التى حدثت فوق المسجد المسئول عنه، وركوبه الثورة ..كل هذا واكثر يجعلنى اصدق انه احد اهم "طراطير الثورة" الذى تحركه جهة ما من وراء ستار
